١٥ - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سبب لنَيْل رحمة الله - عز وجل - للمصلي؛ لأن الرحمة ـ كما قال ابن القيم - رحمه الله - ـ إما بمعنى الصلاة كما قاله طائفة، وإما من لوازمها وموجباتها على القول الصحيح، فلا بد للمصلي عليه من رحمة تناله.
١٦ - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سبب لدوام محبته للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وزيادتها وتضاعفها: وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب، واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه، تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه.
وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه بقلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه، ولا أقر لقلبه من ذكره وذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه، والحس شاهد بذلك.
١٧ - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سبب لمحبته للعبد: فإنها إذا كانت سببًا لزيادة محبة المصَلِّى عليه له، فكذلك هي سبب لمحبته هو - صلى الله عليه وآله وسلم - للمصَلِّي عليه.