للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى (آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -):ذكر الإمام ابن القيم في (جلاء الأفهام) أن الناس اختلفوا في آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على أربعة أقوال:

القول الأول: هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء:١ - أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب.

٢ - أنهم بنو هاشم خاصة.

٣ - أنهم بنو هاشم ومَن فوقَهم إلى بني غالب.

القول الثاني: أن آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم ذريته وأزواجه خاصة.

القول الثالث: أن آله - صلى الله عليه وآله وسلم - أتباعه إلى يوم القيامة.

القول الرابع: أن آله - صلى الله عليه وآله وسلم - هم الأتقياء من أمته.

ثم ذكر حجج هذه الأقوال، ثم قال: «والصحيح القول الأول ويليه القول الثاني. وأما الثالث والرابع فضعيفان».

[معنى اسم النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - واشتقاقه:]

هذا الاسم هو أشهر أسمائه - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو في الأصل اسم مفعول من الحمد، وهو يتضمن الثناء على المحمود ومحبته وإجلاله وتعظيمه.

هذا هو حقيقة الحمد وبُني على زنة مُفَعَّل مثل مُعَظَّم، ومُحَبَّب، ومبجَّل، ونظائرها؛ لأن هذا البناء موضوع للتكثير.

فإن اشتق منه اسم فاعل، فمعناه من كثر صدور الفعل منه مرة بعد مرة، كمعلِّم، ومفهِّم، ومبيِّن، ومخلِّص، ونحوها، وإن اشتُقَّ منه اسم مفعول فمعناه من كثر تكرر وقوع الفعل عليه مرة بعد أخرى إما استحقاقاً أو وقوعاً.

فـ (محمَّد) هو الذي كثر حمد الحامدين له مرةً بعد أخرى، أوالذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى.

فتسميته - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا الاسم لما اشتمل عليه من مسماه وهو الحمد، فإنه - صلى الله عليه وآله وسلم - محمودٌ عند الله، ومحمودٌ عند ملائكته، ومحمودٌ عند إخوانه من المرسلين، ومحمودٌ عند أهل الأرض كلهم، وإن كفر به بعضهم.

فإن ما فيه من صفات الكمال محمودٌ عند كل عاقل، وإن كابَرَ عقله جُحُوداً، أو عِنَاداً، أو جَهْلاً باتصافه بها، ولو عَلِمَ اتصافه بها لَحَمِدَهُ؛ فإنه يحمد من اتصف بصفات الكمال، ويجهل وجودها فيه، فهو في الحقيقة حامدٌ له.

وهو - صلى الله عليه وآله وسلم - اختُصَّ من مُسَمَّى الحمْد بما لم يجتمع لغيره؛ فإنه اسمه محمَّد وأحمد، وأمته الحمَّادون، يحمدون الله في السراء والضراء، وصلاتُه وصلاةُ أمَّتِه مفتَتَحة بالحمد، وخطبته مفتَتَحة

<<  <   >  >>