للأنبياء ـ وفيهم إبراهيم ـ لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره»
٣ - قال الإمام ابن القيم في (جلاء الأفهام): « ... وأحسن منه (أي من القول السابق) أن يقال: «محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}(آل عمران: ٣٣)، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «محمد من آل إبراهيم». وهذا نص، فإنه إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله، فدخول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أوْلَى.
فيكون قولنا:«كما صليت على آل إبراهيم» متناولاً للصلاة عليه، وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم.
ثم قد أمرنا الله - عز وجل - أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً، وهو فيهم، ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وتقرير هذا أنه يكون قد صُلِى عليه خصوصاً، وطُلِب له من الصلاة ما لآل إبراهيم وهو داخل معهم، ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ـ ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - معهم ـ أكمل من الصلاة