قلت: كيف يقال هذا؟ وسليمان اليشكري توفى سنة (٧٠) أو بعدها في حياة، ولا تعرف له رواية عن جابر، ولا تعرف عن جابر اللهم إلا إذا كان مراد أبي بشر: ما في صحيفة اليشكري أكثر من رواية أبي سفيان، ورغم ذلك أن رواية أبي سفيان أكثر مما وجدناه مروياً عن اليشكري الذي ليس له مسند الإمام أحمد إلا ثمانية أحاديث، وفي كتب ثلاث أحاديث (أنظر تحفة الأشراف ٢/ ١٨٦/) ولا يعرف أنه كان مكثراً في الرواية حتى يقال لأبي سفيان ذلك. وقد وردت هذه الرواية في صحائف الصحابة /١٣٤/ وفي معرفة النسخ والصحف الحديثية /١٥٧/ ولم يعلق المؤلفان عليها شيئاً. ويلاحظ كثرة الأخطاء المطبعية وغيرها في كتاب معرفة النسخ. (٢) وقد قال ابن عيينة: إنما أبو سفيان عن جابر صحيفة. سير الأعلام ٥/ ٢٩٣/ والجرح والتعديل ٣/ ٤٧٥/ وميزان الاعتدال /٣٤٢/ وتهذيب التهذيب ٥/ ٢٧/ ابن عيينة أخذ عن أبي الزبير، زوى عنه، ولم يقل أن حديثه عن جابر صحيفة. ولعل السبب في اتفاق أبي سفيان وأبي الزبير في كثير من الروايات أنها تلقيا عنه في وقت واحد. قلت: لا نجد لقتادة-مثلاً-عن جابر إلا حديثاً واحداً في الكتب الستة. انظر تحفة الأشراف ٢/ ٢٦٣/ وقد قال قتادة: لأنا بصحيفة جابر أحفظ مني من سورة البقرة. التاريخ الكبير للبخاري ٤/ ١٨٢/ ولم يخرج العلماء له عن جابر لأنهم على يقين أنه لم يسمعها منه، وحديث قتادة الوحيد أورده البخاري على الشك قال: وقال أبو هلال حدثنا قتادة عن أنس أو جابر بن عبد الله كان النبي-صلى الله عليه وسلم-ضخم الكفين والقدمين لم أر بعده شبيهاً له)) في اللباس باب الجعد رقم (٥٩١١ و ٥٩١٢) فتح ١٠/ ٣٥٧/ ووصله البيهقي في دلائل النبوة ١/ ٢٤٤/ ورجح ابن حجر أنه عن أنس لا عن جابر. انظر تعليق التعليق ٥/ ٧٥/ وهدى الساري /٦١/ وفتح الباري ١٠/ ٣٥٧.