للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر الزبيدي - عند تناوله لقوله تعالى: {وزَادَه بَصْطَةً} (١) - أن "البَسْطُ في جَميع مَا ذُكر من مَعانيه في السِّين يَجوز فيه الصَّاد. وأَصْلُ صادِهِ سِينٌ قُلِبت مع الطَّاءِ صاداً لقُرْبِ مَخَارِجِهَا" (٢).

ويكرر قريبا من هذا المعنى في مادة (س ط ر) فيقول: "وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز {لَسْتَ عَلَيْهم بِمُسَيْطِر} (٣) أَي بمُسَلَّط وقد تُقْلبُ السِّينُ صاداّ لأَجْلِ الطَّاءِ. وقال الفَرَّاءُ: في قوله تعالى: {أمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُم المُصَيْطِرُونَ} (٤) قال المُصَيْطِرُونَ كِتَابَتُها بالصاد وقراءَتُها بالسين. يقال: قد تَسَيْطَرَ عَلَيْنَا وتَصَيْطَرَ بالسَّيْن والصّاد والأَصلُ السّين، وكُلُّ سينٍ بعدَهَا طاءٌ يَجُوزُ أن تقلب صاداً، يقال: سطر وصطر وسطا عليه وصطا" (٥).

(يَزْدُر) قراءة في قوله تعالى: {يَوْمَئذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً} (٦).

في (ز د ر) يتناول إبدال الصاد زايا فيقول: " قال ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ الزَّايَ مُضَارعة وإِنما أَصلُها الصَّاد ... وقُرِئ: {يَوْمَئذ يَزْدُر النَّاسُ أشْتَاتاً} (٧) وسائِر القُرَّاءِ قَرَؤُوا " يَصْدُر" وهو الحَقّ. قال شيخُنَا: أَما إشْمام صادِه زاياً فهي قراءَة حَمْزَةَ والكِسَائِيّ (٨). وأمّا قِرَاءَةُ الزَّاي الخالِصَة فلا أَعْرِفُهَا وإن ثَبَتَتْ فهي شاذَّةٌ " (٩).


(١) البقرة: ٢٤٧. وقراءة السين لخلف عن حمزة، والدوري عن أبي عمرو وهشام ورويس، انظر: النشر: ٢/ ٢٦١.
(٢) التاج: ١٩/ ١٥٤.
(٣) الغاشية: ٢٢، ورسم المصحف (مصيطر) بصاد أسفلها سين، وقراءة السين الخالصة لابن عامر والكسائي وأبي عمرو وابن ذكوان وقنبل وحفص وهشام انظر: السبعة: ١٨٦، والدر المصون: ١٤/ ٣٢٢، والإتحاف:٤٦٠، ومعجم القراءات لمختار: ٥/ ٣٧٢.
(٤) الطور:٣٧، والسين قراءة قنبل وهشام وابن محيصن، انظر: الإتحاف: ٧١٥.
(٥) التاج: ١٢/ ٢٦.
(٦) سورة الزلزلة: ٦.
(٧) انظر: التبيان:٢/ ١٧٧، والنشر: ٢/ ٢٨٤، ومعجم القراءات لمختار:٥/ ٤٥١ ومعجم القراءات للخطيب:١٠/ ٥٣٥.
(٨) انظر القراءة في: النشر: ٢/ ٢٨٤، والإتحاف: ٣٤٤.
(٩) التاج: ١١/ ٤١٨.

<<  <   >  >>