للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَزَعَم يعقوبُ أنَّ كافَه بدلٌ من قافِ القهر، كَهَرَه وقَهَرَه بمعنىً" (١). فهو يستدل بالقراءة على أن (الكَهْرُ) قد يأتي ويقصد به (القَهْر) على سبيل إبدال القاف كافا. وبمقارنة الصوتين من حيث المخرج والصفات يتضح أن صوت:

• القاف: لهوي، شديد، مهموس، مفخم.

• الكاف: طبقي، شديد، مهموس، مرقق.

وبذلك يتبين التقارب الشديد بين الصوتين، وهذا التقارب هو الذي دعا إلى وقوع البدل بينهما.

(حَتَّى): من قوله تعالى: {حَتَّى حِين} (٢) حيث قرئ بالحاء والعين في (حتى).

(بُعْثِرَ): من قوله تعالى: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُورِ} (٣)، حيث قرئ "بُحْثِرَ" بالحاء.

تناول الزبيدي قوله تعالى: {حَتَّى حِين} في مادتي: (ح ت ت) (٤)، و (ع ت ت) (٥) ونص فيهما على أن (عَتَّى) لُغَةُ هُذَيْلٍ وثَقِيفٍ في (حَتَّى)، واستدل بقراءة ابن مسعود فقال: "وفي الحديث أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بَلَغَهُ أَنَّ عبدَ الله بن مسعود يُقْرِئُ الناسَ: {عَتَّى حِين} (٦) يريد {حَتَّى حِين}، فقال: إِنَّ القُرْآنَ لم يَنْزِلْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ فأقْرِئِ الناسَ بلغةِ قُرَيْشٍ (٧).

فالعين في هذه القراءة قد أبدلت من الحاء، والذي سوغ هذا الإبدال أن العين هو النظير المجهور للحاء، يتضح ذلك من عرض صفاتهما ومخرجهما كما يلي:

• الحاء: حلقي، رخو، مهموس، مرقق.


(١) التاج: ١٤/ ٨٢.
(٢) يوسف: ٣٥، والمؤمنون:٢٥،٥٤، والصافات: ١٧٤،١٧٨، والذاريات: ٤٣.
(٣) العاديات: ٩.
(٤) التاج: ٤/ ٤٩٠.
(٥) التاج: ٥/ ٨.
(٦) انظر النشر: ١/ ٣٤، والدر المصون: ٩/ ١٩.
(٧) انظر أيضا: جامع الأحكام للقرطبي: ١/ ٤٥، وروح المعاني للألوسي: ٩/ ١٢ والجامع للسيوطي: ٢٧/ ٣٣٣، مسند عمر بن الخطاب رقم: ٣٠١٧٩.

<<  <   >  >>