وعلق الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله:(وأشار بذلك إلى حديث أخرجه ابن خزيمة عن ابن عمر، قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُطرق النساء ليلاً فطرق رجلان كلاهما وجد مع امرأته ما يكره) وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه وقال فيه: (فكلاهما وجد مع امرأته رجلا)، ووقع في حديث محارب عن جابر:(أن عبد الله بن رواحة أتى امرأته ليلاً وعندها امرأة تمشِّطها فظنها رجلاً فأشار إليها بالسيف، فلما ذُكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً). أخرجه أبو عوانة في صحيحه (١).
أخي في الله: تلك هي الحكم البليغة التي من أجلها نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلاً دون إعلام لهم بقدومه.
وتالله كم في هذه الشريعة من حكم لو تدبرها العاقل لأدرك ما اشتمل عليه ديننا السمح من المصالح العظيمة التي بها انتظام حياتنا وسعادتنا.
فعليك أخي بأدب الدين فإنه نعم الأدب، ما تأدَّب به رجل إلا وارتفع نجمه، وارتقى في مدراج السُّؤدد والفضيلة.
وبصَّرني الله وإياك أخي بما ينفعنا، ورزقني وإياك أدبًا جمًا، وفضيلة في الدين.