أخي المسلم: ومن الآداب النبوية السامية أن يؤمِّر عليهم الجماعة في السفر واحدًا منهم، يجمع متفرق آرائهم، ويعوِّلون عليه في تنظيم سفرهم؛ فإن كل ما أرشد إليه الشرع أخي لنا فيه الخير والتوفيق وإن نحن أخذنا به.
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم». رواه أبو داود/ صحيح أبو داود ٢٦٠٨.
قال الخطابي:(إنما أمر بذلك ليكون أمرهم جميعًا ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم خلاف فيعنتوا .. ).
٨
[سفر الوحدة]
أخي في الله: لقد أرشدك النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرك أن تخرج في جماعة، ونهاك عن الوحدة في السفر؛ لما في ذلك من الأضرار التي قد تترتب على ذلك، ودلَّك إلى ذلك بأوجز عبارة عندما قال - صلى الله عليه وسلم -: «لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده». رواه البخاري.
قال الحافظ ابن عبد البر:(ولم تختلف الآثار في كراهية السفر للواحد واختلفت في الاثنين، ولم يُختلف في الثلاثة؛ فما زاد أن ذلك حسن جائز، وإنما وردت الكراهية في ذلك والله أعلم لأن الوحيد إذا مرض لم يجد من يمرضه ولا يقوم عليه ولا يخبر عنه ونحو هذا)(١).