للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي المسلم: وهنا لفتة ينبغي التنبه لها في هذا الحديث وهي: بما أن في زماننا هذا قد تغيرت وسائل النقل؛ فيا ترى أين محل هذا الأدب لمن أراده؟ !

فلتعلم أخي أن الوسائل الحديث اليوم كالسيارة أو حتى الطائرة إذا لم تعط حقها من الصيانة والعناية أصابها التلف؛ فينجم عن ذلك الكثير من الشرور، وهذا مشاهد في واقعنا؛ فكم من حوادث حدثت نتيجة للإهمال، فتجد أحدهم يقود سيارته في طريق طويل، ولا يعطي نفسه حقها من الراحة، فيأخذه التعب والإرهاق ثم النعاس ثم النوم ثم تحدث الكارثة؛ فكم أخي في هذه الآداب من محاسن إن نحن عقلناها وعملنا بها. والله اسأل أن يحفظني وإياك من كل سوء.

١٢

[تعجيل الرجوع]

أخي في الله: السفر مشقة ونصب مهما تغيرت الأزمنة، ومهما تطورت وسائل النقل؛ ليبقى قوله - صلى الله عليه وسلم - حجة ومعجزة: «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله». رواه البخاري ومسلم.

قال الحافظ ابن حجر: (وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل بغير حاجة واستحباب استعجال الرجوع؛ ولاسيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة) (١).


(١) فتح الباري ٣/ ٧٩٥.

<<  <   >  >>