للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أخي في الله: إنه الأدب أدب النفس التي بين جنبيك، وأي خير يرجوه المرء إن لم يؤدب نفسه؟ !

وفي هذه الوريقات أخي جمعنا لك آدابًا تصحبك في سفرك إذا أنت فارقت الأوطان وودَّعت الخِلاَّن.

فعسى أخي أن تجد فيها بغيتك، إذا أحببت أن تتأدب بأدب الدين، وتتخلق بأخلاق المؤمنين، وخير ما استعنت به أخي في أسفارك - بعد استعانتك بمولاك تعالى - حسن أدب يكون رفيقك قبل رفيقك.

فلتعرني أخي فؤادك وأنا أسوق إليك هذه الآداب، وأنت وقتها شارد الفكر في تجهيز متاع سفرك! فلتستصحب أخي معك هذه الآداب قبل مفارقة الأوطان، ومباينة الإخوان.

وأسوقها إليك أخي في عناوين تحمل الكثير من المعاني الرفيعة في آداب السفر.

١

[الاستخارة بابك إلى السفر]

إليك أنت أخي الذي تُقدِّم رجلاً وتؤخر أخرى، قد اختلطت عليك الوجوه واضطربت عليك الأمور، تنوي مفارقة الأوطان والأحباب؛ لتحصيل مرغوب أو فرارًا من مرهوب .. هلا استخرت أخي ربك تعالى، في إرشادك إلى خير الأمور وأسدِّ الطرق؟ !

أخي المسلم: لقد علَّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء عظيمًا نُقدِّمه بين يدي حاجاتنا إذا أظلمت علينا وجوه الرأي، وادلهَمَّت سبل التوفيق ..

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعِّلمنا الاستخارة في الأمور كما يُعلِّمنا السورة من القرآن، يقول:

<<  <   >  >>