للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦

[دعاء السفر]

أخي في الله: وأنت قد يممت شطر دابتك التي ستقلك في سفرك من سيارة أو طائرة أو غير ذلك؛ هل تذكرت أخي وقتها بأي حال تستفتح ركوبك؟

أخي لقد علمك الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاء تقوله إذا أنت ركبت دابتك، وكم تشبث الصالحون بمثل هذه المنح النبوية؛ كما يحكي لنا عليٌّ الأزدي أن ابن عمر رضي الله عنهما علَّمهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تسوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثًا، قال: «سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كنَّا له مقرنين. وإنَّا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنَّا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل». وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون». رواه مسلم.

وسُئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله: متى يقول المسافر دعاء السفر هل يقول أول ما يركب الدابة؟ أم إذا تحركت به؟

فأجاب: (بل يقوله أول ما يركب عليها؛ والدليل قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ}؛ فدلت الآية على أنه بمجرد استوائه على ظهر الدابة أو على ظهر المركوب؛ كالسيارة ونحوها، فإنه يبدأ بهذا الذكر، ولا بأس بتأخيره حتى يجدَّ به السير أو يخرج من البلد؛ فالأمر فيه سعة ولله الحمد) (١).


(١) المفيد في تقريب أحكام المسافر ٦٠.

<<  <   >  >>