للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دعاءهم). وقد كان هذا أخي من هديه - صلى الله عليه وسلم -، وإن أردت أن تقف على ذلك فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يحكي عنه قزعة قال: قال لي ابن عمر هلمَّ أودِّعك كما ودَّعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك». رواه أبو داود والترمذي، صحيح أبو داود ٢٦٠٠.

وعن عبد الله الخطمي - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يستودع الجيش قال: «أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم». رواه أبو داود/ صحيح أبو داود ٢٦٠١.

قال ابن مفلح: (والمراد بالأمانة ها هنا: أهله ومن يخلفه منهم، وماله الذي يودعه ويستحفظه أمينه ووكيله، وجرى ذكر الدين مع الودائع؛ لأن السفر قد يكون سببًا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين؛ فدعا له بالمعونة والتوفيق فيها. ذكر ذلك الخطابي وغيره) (١).

فحسن أخي أن يجعل الواحد آخر عهده بإخوانه، يستمطر دعاءهم، ويحدِّث قلبه قلوبهم، ولعل الفؤاد يردِّد وقتها:

أقُولُ له حينَ وَدَّعتهُ ... وكلٌّ بعَبرته مُبْلسُ

لئنْ رَجعَتْ عنك أجسَامُنا ... لقد سافَرتْ معك الأنفُسُ

ولعلها تردِّد أيضًا:

وكلُّ مصيبَات الزَّمان وجدتُّها ... سوى فُرقَة الأحبَاب هيِّنة الخَطْب


(١) الآداب الشرعية ١/ ٤٤٩.

<<  <   >  >>