للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكل فضل نحن فيه، فهم من دلنا عليه، وكل عبادة نتقرب إلى الله بها، فبتضحيتهم وجهادهم وصلت إلينا، وإذا علمت أن الدال على الخير كفاعله، علمت معنى قوله صلى الله عليه وآله في أصحابه «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» فلو أنفق أحدنا مثل أحد ذهبا فإنما في موازينهم يصب، وفي درجاتهم يرفع.

فكان هؤلاء الصحابة المثال المشرق، للغرس الذي سقته يد محمد صلى الله عليه وآله، وأشرقت عليه شمس محمد صلى الله عليه وآله، وأثمر ببركة محمد صلى الله عليه وآله.

لقد بعثه الله فيهم ليعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، فلا شك أنه علمهم الكتاب والحكمة، ولا شك أنه زكاهم، ولا شك أنهم أنموذج مشرف لأستاذ عظيم.

هذا مما لا شك فيه، ومما لا شك فيه أيضا أن انتقاصهم هو انتقاص لمربيهم ومزكيهم، وسبهم هو إعلان صريح لفشل هذا الأستاذ العظيم، واتهام له بأنه لم يقم بمهمته خير قيام.

فتبجيل الصحابة من تبجيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمهم من تعظيمه، وتزكيتهم إنما هي تتويج لما بذله هذا الرسول العظيم، في تربية أول مجتمع مسلم، وأول عصابة حملت مشاعل أنواره إلى الناس.

ولم يخرج عن إجماع المسلمين في تزكية الصحابة، وتبجيلهم، ومعرفة قدرهم، إلا هؤلاء الشيعة، الذين قلبوا لهم ظهر المجن، وأنزلوهم أسفل سافلين.

<<  <   >  >>