ولقد استدل مالك على كفر من أبغض الصحابة بقوله تعالى في وصفهم «كمثل زرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار» فمن اغتاظ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مقصود بهذه الآية. (١)
وقد رأيتهم في حوزاتهم العلمية، يقولون عند بداية كل درس «الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين، واللعنة على أعدائه من اليوم إلى يوم الدين» ويقصدون بذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقد ناقشت كثيرا منهم في مسألة كفر الصحابة، فكان أحدهم يقول: إنني أستغرب منك كيف تحب عمر بن الخطاب وقد فعل وفعل وفعل ... ويبدأ يعدد ما ينسبونه إلى هذه الشخصية العظيمة من أكاذيب وأباطيل.
[ثانيا: موقفهم من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما]
لقد نال الصحابةَ من الشيعة أذى كثير، لكن ما نال أبا بكر وعمر، وابنتيهما زوجتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكثر بكثير.
فعن أبي عبد الله في قوله تعالى:«وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء» قال: «حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما».
(١) ذكر هذه القصة عن مالك أبو نعيم في الحلية ج٦ ص٣٢٧ وغيره، وهي مشهورة عنه.