إن الشيعة تكفر عائشة أم المؤمنين وتكفر حفصة رضي الله عنهما.
ولعل من المفارقات العجيبة، أن تكون أحب امرأة إلى رسولنا عليه الصلاة والسلام، والتي مات بين سحرها ونحرها، ودفن في غرفتها، أبغض النساء إلى من يزعمون حبهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وتزود أخي بشيء من الصبر وأنت تقلب هذه الصفحات، فإنك سترى فيها ما يذهل المرضعات، وتنفطر له قلوب المؤمنين حسرات، وقد كنت أتوقف حين الكتابة مرات ومرات، ويضيق صدري ولا ينطلق قلمي، وأترك الكتابة لأسكب العبرات، وأحيانا يشتد بي الغيظ وتتسارع في صدري الأنفاس وتتعالى الزفرات ...
إن كون عائشة رضي الله عنها بنت أبي بكر الصديق عدوهم الأول، جعلها تنال نصيبها شرفها الله، من اللعن والتكفير والسب والاتهام والتشنيع.
وقد نالت حفصة رضي الله عنها، بنت عدوهم الثاني عمر الفاروق رضي الله عنه نصيبا مما نال أم المؤمنين، «ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون»
إن الشيعة لما أصلت لنفسها مبدأ الإمامة، وجعلته الركن الأهم من أركان الدين، لم يرعها أن تكفر الأمة كلها، بل خِيرتها وقدوتها، فكفرت الصحابة لأنهم لم يعترفوا بالإمامة ولا دانوا بها، وكفرت عائشة أم المؤمنين لنفس السبب، فكان تكفيرهم لها إخراجا لهم عن دائرة المسلمين، ولعنها لعنا لهم إلى يوم الدين.