للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قال شاعرهم:

وكم نحن في لهوات الخطوب * نناديك من فمها الفاغر

ولم تك منا عيون الرجاء * بغيرك معقودة الناظر (١)

لكن هذا ليس شركا، لأنه وإن دعاه ورجاه، وخافه وتوسل إليه، وذرف دموع التوبة والندم بين يديه، وعقد عيون الرجاء عليه، فإنه قد استقر في نيته أن هذا ليس ربا ...

وقد يستعظم أحدنا هذا الكلام، وتدفعه نفسه إلى التكذيب بأن من المسلمين من يأصل للشرك مثل التوحيد، بل يدعو إليه ويحض عليه، لأننا نعلم أن النافع والضار والمعطي والمانع والتواب والرحيم هو الله، لذا أسوق بعض ما ورد في زياراتهم وأوراد أعيادهم وأيامهم، لندرك مدى تشبع العقل الشيعي بهذه المعتقدات، وكيف أصبح دعاء غير الله توحيدا، والضلال رشدا، والعمى نورا.

جاء في بحار الأنوار في زيارة العباس بن علي: «ثم انكب على الضريح وقبل التربة -على هيئة السجود- وقل: السلام عليك يا أول مظلوم انتهك دمه وضيعت فيه حرمة الإسلام، فلعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، أشهد أني سلم لمن سالمت، وحرب لمن حاربت، مبطل لما أبطلت، محقق لما حققت، فاشفع لي عند ربي وربك في خلاص رقبتي من النار، وقضاء حوائجي في الدنيا والآخرة» (٢).


(١) ديوان السيد حيدر الحلي ج ١ - ص ٣٢
(٢) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٨ - ص ٢٣٧ ومصباح الزائر ص ١٢٠

<<  <   >  >>