للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن شرائعهم وفرائضهم التي ألزموا بها أتباعهم، وجوب زيارة القبور، وشد الرحال إلى المشاهد والأضرحة، بل ليس للشيعي رخصة في أن يترك هذه الفريضة المؤكدة، وقد شاهدت في مدينة قم عند قبر المعصومة، مئات من العوائل الإيرانية، قد حطت رحالها في الساحة الخارجية للضريح، وافترشوا بسطا على الأرض، وكنت وأنا أرتعد من البرد، أتساءل كيف قضوا ليلتهم في هذا العراء!؟ ...

«ثم اعلم: أن ظاهر أكثر أخبار هذا الباب وكثير من أخبار الأبواب الآتية وجوب زيارته صلوات الله عليه، بل كونها من أعظم الفرائض وآكدها، ولا يبعد القول بوجوبها في العمر مرة مع القدرة». (١)

وقد بالغوا كثيرا جدا في وصف ثواب الزائر لهذه المشاهد، ووحدة القياس في هذا المقام هي الحج، ففي كل زيارة يكتب لك عدد من الحجات، وأحيانا تحتسب لك مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

فمثلا: «من زار الرضا عليه السلام أو واحدا من الأئمة عليهم السلام فصلى عنده صلاة، فإنه يكتب له بكل ركعة ثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، ووقف ألف وقفة في سبيل الله مع نبي مرسل، وله بكل خطوة ثواب مائة حجة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة في سبيل الله، وكتب له مائة حسنة، وحط منه مائة سيئة» (٢)


(١) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٨ - ص ١٠
(٢) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٧ - ص ١٣٧ - ١٣٨

<<  <   >  >>