أخي: يا لعجائب هذا القعر! وما في داخله من العذاب والشقاء! ويا لكرب العباد يوم يخاطب ملك الملوك هذا القعر السحيق! {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}[ق].
أخي: لطف الله بي وبك في يوم جعل الله فيه لناره: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[هود].
أخي: ما أشده من يوم على العباد! يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال جهنم يُلقى فيها! وتقول: هل من مزيد؟ ! حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض! وتقول: قط بعزتك وكرمك». رواه البخاري ومسلم.
أخي: يا لله من نار! وقودها الناس والحجارة! فهم حطبها! يا من غفل عن يوم يكون الناس فيه حطبًا لجهنم! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم].
أخي: أتدري أي حجارة هذه التي تُوقد بها النار؟ !
قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: (هي حجارة الكبريت! ) أخي: (تزيد هذه الحجارة على غيرها من الحجارة بخمسة أنواع من العذاب! سرعة الإيقاد! ونتن الرائحة! وكثرة الدُّخان! وشدة الالتصاق بالأبدان! وقوة حرها إذا حَمَيت! ) الإمام القرطبي.