أخي يا لكَرْب أهل النار يوم تأخذ بنواصيهم الزبانية الشداد! فيُلقون بهم في تلك النار الحامية {* وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}[الفرقان].
قال ابن زيد رحمه الله:(فإذا ألقوا فيها يكادون يبلغون قعرها يلقاهم لهبها فيردهم إلى أعلاها حتى إذا كادوا يخرجون تلقتهم الملائكة بمقامع من حديد فيضربونهم به! فجاء أمر غلب اللهب فهووا كما هم أسفل السَّافلين! هكذا دأبهم! وقرأ: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}[السجدة: ٢٠].
* ... * ... *
أخي: يا لهَوْل وشدة عذاب النار! هنالك السلاسل! والأغلال! وجبال النيران! وخنادق! وآبار! وحيَّات! وعقارب! يطير الفؤاد عند وصفها! وحميم! وسحب على الوجوه! وملائكة غلاظ شداد! وشدائد وكُرُبات لا يعلم هولها إلا الله تعالى .. {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}[غافر].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (فَيُسلخ كل شيء عليهم! من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه! حتى إن لحمه قدر طوله ستون ذراعًا! ثم يكسى جلدًا آخر! ثم يُسَجَّر في الحميم فيُسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم وعرق! )