أخي المسلم: اعمل لذاك اليوم .. يوم تجوز فيه على الصراط فلا تدري هل تنجو إلى الجنان؟ ! أم تُكَبُّ على وجهك في النيران؟ !
أخي: إنها (النار! ) لا يصْرف عنك حرَّها إلا ظل الطَّاعات!
نارٌ! لا يصرف سمومها عنك إلا برد الصالحات!
نارٌ! لا تُنجيك من أهوالها إلا سفينة القُرُبات!
أخي: كم في النَّار من مُكَرْدَس! بسبب المعاصي!
أخي: كم في النَّار من ساكن! إذ كان عبدًا لهواه!
أخي: كم في النَّار من هاو وقد هوى قبلها في دركات الشَّهوات!
أخي: إن أردت أن تردع نفسك حقًا من هول النار! فهلاَّ دنوت يومًا من نار الدنيا حتى يصيبك حرُّها! فإذا تألَّمتْ نفسك من حرها .. فقل لها: هذه نار الدنيا! وهي جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة! ! فإذا أنتِ لم تطيقي حرارة هذه! فكيف تطيقين حرارة نار وقودها الناس والحجارة؟ ! !
أخي: اردع نفسك وأدِّبْها بمثل هذا .. وكلما دَعَتْك النفس إلى هواها فقل لها: كيف أنت بنار الله الحامية؟ ! والله إن الصبر على شهواتك أهون من الصبر غدًا على نار لا تُبْقي ولا تذر!