الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحث والترغيب في الصف الأول؛ مثل قوله:«لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا». رواه البخاري ومسلم. ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه:«تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال الرجل يتأخر عن الصلاة حتى يؤخره الله». أخرجه مسلم.
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، وهي عامَّةٌ في مسجده - صلى الله عليه وسلم - وغير مسجده، والدليل على عمومها: حثُّه - صلى الله عليه وسلم - الصحابة على ميامن الصفوف، ومعلوم أن يمين الصف في مسجده - صلى الله عليه وسلم - خارج عن الروضة، أما النساء فلا يجوز لهن التقدم؛ بل يتأخرون خلف الرجال، وكلما كانت المرأة بعيدة عن مشاهدة الرجال فذلك أفضل، ثم بعدما يصلي الزائر تحية المسجد يزور قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر، فيقف تجاه قبره - صلى الله عليه وسلم - بأدب. وأبو حنيفة يرى أن يقف الزائر متوجها إلى القبلة، ثم يسلم عليه - صلى الله عليه وسلم - ويغض صوته ويقول: السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
والأحاديث الصحيحة الثابتة دالَّة على أنه - صلى الله عليه وسلم - ميت كما دل على ذلك القرآن الكريم، وموته - صلى الله عليه وسلم - أمر متفق عليه بين أهل العلم، ولكن ذلك لا يمنع حياته البرزخية، كما