للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سياحين يبلغوني عن أمتي السلام». رواه النسائي.

وأما رفع الصوت عند قبره - صلى الله عليه وسلم - وطول القيام هناك فهو خلاف المشروع؛ لأن الله نهى الأمة عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحثَّهم على غضِّ الصوت عنده؛ كما قال - سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: ٣].

والرسول - صلى الله عليه وسلم - محترم حيًّا وميتًا؛ فلا ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي، وقد رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلين يرفعان أصواتهما في مسجده - صلى الله عليه وسلم - ورآهما غريبين فقال: أما علمتما أن الأصوات لا تُرفع في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! لو أنكما من أهل البلد لأوجعتُكما ضربًا، وهكذا ما يفعله البعض من تحرِّي الدعاء عنده - صلى الله عليه وسلم - مستقبلًا للقبر؛ فإنه خلاف ما كان عليه السف الصالح، وقد رأى عليٌّ بن الحسين زين العابدين - رضي الله عنهما - رجلا يدعو عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فنهاه عن ذلك وقال: ألا أحدثك حديثا سمعتُه من

<<  <   >  >>