للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخرج إلى عبد الرزاق بصنعاء اليمن سنة سبع وتسعين، ورافق يحيى بن معين في رحلته إليه.

ورحل هشام بن عمار إلى الإمام مالك بن أنس، وهو بالمدينة، ليسمع عنه العلم، قال: فدخلت على مالك وأخبرته خبري، وقلت له: بحديث بحيث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا بل اقرأ أنت علي، فقلت: لا، بل حدثني، فقال: اقرأ، فلما راجعته وراددته في الكلام قال لبعض خدمه: يا غلام! اذهب بهذا واضربه خمسة عشر سوطاً، قال هشام: فذهب بي وضربني ثم ردني إلى مالك، فقلت لمالك: لقد ظلمني؛ ضربتني بغير ذنب اقترفته، ولا أجعلك في حل، فقال مالك: فما كفارة هذا الظلم؟ فقلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثاً، قال هشام: فحدثني بخمسة عشر حديثاً، فلما فرغ قلت له: زد من الضرب وزد في الحديث، فضحك مالك وقال لي: انصرف (١).

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ (٢)، لم أزل أحصي حتى لما زاد على الألف فرسخ تركته، ما كنت سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة، ومن

مكة إلى المدينة مرات كثيرة، وخرجت من البحرين من قرب مدينة

صلا إلى مصر ماشياً، ومن مصر إلى الرملة ماشياً، ومن الرملة

إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طبرية، ومن


(١) معرفة القراء الكبار للذهبي.
(٢) أكثر من ٥٠٠٠ كيلومتر.

<<  <   >  >>