للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص، ومن حمص إلى أنطاكية، ومن أنطاكية إلى طرسوس، ثم رجعت من طرسوس إلى حمص، وكان بقي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعت، ثم خرجت من حمص إلى بيسان، ومن بيسان إلى الرقة، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل، ومن النيل إلى الكوفة، كل ذلك ماشياً، كل هذا في سفري الأول، وأنا ابن عشرين سنة أجول سبع سنين، خرجت من الري سنة ثلاث عشرة ومائتين، قدمنا الكوفة في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة والمقرئ حي بمكة وجاءنا نعيه ونحن بالكوفة، ورجعت سنة إحدى وعشرين ومائتين.

وخرجت المرة الثانية سنة اثنتين وأربعين ورجعت سنة خمس وأربعين، أقمت ثلاث سنين، وقدمت طرسوس سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة (١).

ومع ما في رحلتهم من حفظ للعلم ونشره فإن إبراهيم بن أدهم يذكرنا بأمر مهم يجلب الخير ويدفع البلاء وهو عبادة الله عز وجل، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة؛ ومن أهمها حفظ هذا الدين بالعلم الشرعي: إن الله يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أهل الحديث (٢).

وقال ابن الجوزي: لقد طاف الإمام أحمد بن حنبل الدنيا مرتين حتى جمع كتابه المسند (٣).


(١) الجرح والتعديل ١/ ٣٥٩.
(٢) شرف أصحاب الحديث.
(٣) صيد الخاطر ص ٢٤٦.

<<  <   >  >>