للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وانظر إلى علو الهمة وطول الصبر فقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حججت خمس حجج، منها ثلاث حجج راجلاً (من بغداد) أنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهماً (١).

وقال محمد بن إسحاق الأرغياني: ما أعلم منبراً من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث.

وأما محمود بن عمر الزمخشري فقد سافر لطلب العلم، فلما كان ببعض أسفاره في بلاد خوارزم، أصابه برد شديد وثلج كثير في الطريق، فسقطت إحدى رجليه من شدة البرد، وكان الزمخشري بعد ذلك معه محضر فيه شهادة خلق كثير، أن رجله سقطت من البرد، لئلا يظن أحد أنها قطعت في حد من الحدود الشرعية (٢).

وقال يحيى بن معين: خرجت إلى صنعاء أنا وأحمد بن حنبل، لنسمع الحديث عن إمام أهل اليمن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وفي طريقنا من بغداد إلى اليمن مررنا بمكة فحججنا مع الناس، فبينا أنا في الطواف إذ لقيت عبد الرزاق بن همام وهو يطوف بالبيت، وكان قد حج في ذلك العام، فسلمت عليه وأخبرته أن معي في سفري أحمد بن حنبل، فدعا لأحمد وأثنى عليه خيراً.

قال ابن معين: فرجعت إلى أحمد وقلت له: قد قرب الله

خطانا، ووفر علينا النفقة، وأراحنا من السير مسيرة شهر، وهذا عبد الرزاق هاهنا فلنسمع الحديث منه هنا بمكة، فقال أحمد: إني نويت وأنا


(١) تهذيب التهذيب لابن حجر ١/ ٧٣.
(٢) وفيات الأعيان ٥/ ١٦٩.

<<  <   >  >>