وسنوات عمرها التي رافقته فيها. وتولى والدها أبو بكر خلافة المسلمين ثم تبعه عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - والكل يعرف لها مكانتها ومنزلتها وفضلها وعلمها. فكم من قول وفعل كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ عنها وسمع منها، وفي هذا نستطيع القول أن شطرًا وجانبًا هامًا من الأحكام الفقهية كان مصدره عائشة - رضي الله عنها - فهي الحافظة الراعية لخصوصيات البيت النبوي الشريف، ولما كانت خلافة الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وظهرت بوادر الفتنة مكشرة عن أنيابها كان بيت عائشة ذلك الحين ملتقى كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - يعرضون عليها ما يرون وما يسمعون ويطلبون أن تدلي برأيها في الأمور كي يستقيم الحال وينضبط الوضع لكنها كانت تتردد خشية الدخول في باب لا تدري إلى أين ينتهي.
واستشهد عثمان - رضي الله عنه - وقتل ظلمًا وغدرًا ووقعت الواقعة وتولى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الخلافة، وحاول الأمويون عشيرة عثمان وأهله أن يتخذوا من استشهاده ذريعة للخلاف بينهم وبين علي والانتقاض عليه، يطالبونه بالاقتصاص الفوري من قتله عثمان ويؤخرهم في ذلك ريثما تهدأ أعاصير الفتنة ورياحها وجاء إلى عائشة من يوغر صدرها على علي ويذكرها بما قاله في شأنها يوم حادثة الإفك، وخرجت جموع من الناس فيهم الزبير بن العوام وولداه عبد الله وعروة وطلحة بن عبد الله يتهمونه بالتلكؤ في القصاص من قتلة عثمان، وبدأت محاولات للمصالحة وكادت المصالحة تتم حتى أن الزبير بن العوام غادر الميدان فعلاً، إلا أن