فدعا رسول الله جاريتها ليسألها فتقول بريرة: والله ما أعلم إلا خيرًا وما كنت أعيب على عائشة شيئًا إلا أني كنت أعجن فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله!
وحين سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: تسألني يا رسول الله عن عائشة وإني بدوري أسألك: من زوجك إياها؟
فأجاب رسول الله بهدوء:«الله تعالى».
فقال عمر: إذًا أفتظن أن الله قد خدعك ودلس عليك فيها؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
[البراءة من السماء]
وفتر الوحي وتوقف مدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مما جعل لألسنة السوء والفحشاء مجالاً وميدانًا فسيحًا ... !
ولم يبق أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا المواجهة فعزم على الذهاب إلى دار أبي بكر - رضي الله عنه - وحين دخل - عليه الصلاة والسلام - إلى الدار كانت عائشة تبكي وبجوارها امرأة من الأنصار، فكفكفت دمعها ومسحت عينيها، ثم جلس رسول الله قبالتها يسألها:«يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله؛ فإن كنت قد قارفت سوءًا مما يقولون فتوبي إلى الله إن الله يقبل التوبة من عباده». ونزل القول على رأس عائشة نزول الصاعقة، فخيم الصمت الرهيب على المكان وشمل الجميع السكوت .. ولكن عائشة وحدها تكلمت ودموعها تدفقت من عينيها بغزارة، تكلمت لتدافع عن نفسها ثم نظرت إلى والديها وقالت صائحة صارخة: ألا تجيبان؟ !