ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأشخاص الذين كانوا يروجون ويفترون ويقذفون فنالوا جزاءهم.
وعادت الطاهرة البريئة إلى بيتها وإلى مقامها في قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى مكانتها الرفيعة في نفوس المسلمين جميعًا.
[بعد رسول الله]
فتح المسلمون مكة وطهروا البيت الحرام من دنس الأوثان والأصنام وارتفعت كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مدوية في سماء الجزيرة العربية وبعد أن حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع وتلا عليهم يومها قول الله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣] دمعت عينا أبي بكر - رضي الله عنه - إذ شعر بقرب لحوق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى وانتقاله إلى جوار ربه.
[في بيت عائشة]
وحين دهمت الحمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل نساءه مستأذنًا بكل ما كان يتمتع به من أدب النبوة أن يمرض في حجرة عائشة فأذِن له.
فقامت عائشة - رضي الله عنها - المُحبة الوفية بتمريضه - صلى الله عليه وسلم - والاعتناء به على خير ما يكون الحب والوفاء، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - أن يدفن في حجرتها وهكذا كان. ولقد كانت - رضي الله عنها - أكثر نسائه وأهله حزنًا لفراقه وألمًا لبعاده وهي تذكر سالف أيامها معه