سهمًا مجهول المصدر أصاب طلحة بن عبد الله فوقع - رضي الله عنه - شهيدًا، وسالت دماء المسلمين وحدثت موقعة «معركة الجمل»، حيث كانت عائشة - رضي الله عنها - تركب جملاً فسميت بهذا الاسم، وكان عليٌ - رضي الله عنه - وفاء منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كريمًا فأكرم عائشة وحفظها من كل سوء. وأنزلها منزلاً مباركًا وأعادها مع أخيها محمد بن أبي بكر إلى المدينة معززة مصونة مكرمة محترمة.
[الوفاة]
مرضت عائشة - رضي الله عنها - وكان قد سبقها إلى الدار الآخرة معظم نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم اشتد عليها المرض حتى فارقت الحياة الدنيا، جرى دفنها في البقيع وكانت وفاتها سنة ثمان وخمسين من الهجرة ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان على أرجح الأقوال.
وقد بلغت من العمر تسعة وستين عامًا وكان الصحابي الجليل أبو هريرة - رضي الله عنه - ممن حضر جنازتها وبينما هو في طريق عودته من البقيع بعد الدفن وقد فاضت عيناه بالدموع كان يردد: رحم الله أم المؤمنين عائشة لقد كانت حياتها صفحة ناصعة شديدة النقاء بالغة الطهارة - رضي الله عنها وأرضاها - وأكرم نزلها ومثواها وألحقنا بها في الصالحين من عباده.