وكان ذلك قبل البعثة النبوية، ولقد أشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك أهل مكة إذ نادى به على الملأ من قريش عند الكعبة، ليعرف القاصى والداني ذلك ومن ذلك الحين أصبح زيد بن حارث يعرف بزيد بن محمد وكانت عادة التبني سارية وعرفًا متبعًا في الجاهلية واستمر الأمر على ذلك زمنًا حتى أنزل الله - تعالى - حكمه في كتابه العزيز:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ}[الأحزاب: ٥].
فعاد زيد إلى نسبه الأصلي الأول وظل على ولائه
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخلصًا محبًا وفيًا أمينًا مسلمًا مؤمنًا تقيًا والنسبة للآباء أولى وأجدى وأضمن لسلامة الأحساب والأنساب في المجتمعات الإنسانية حتى لا تضيع أو تضل في متاهات الصلات البشرية.
[زينب فتاة قريش]
وكانت زينب بنت جحش بن رئاب المخزومية، وأمها أمية بنت عبد المطلب الهاشمية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت زينب زينة فتيات مكة تتباهي بأصالة أرومتها وطيب عنصرها فقد جمعت المجد من طرفيه قمة في فصاحة اللسان، وذروة في الفضائل والأخلاق.
أسلمت وآمنت وبايعت وظلت عزباء، إذ ردت كثيرًا من الأيدي التي تقدمت لها، لأنها لا تجد فيمن رغب بالزواج منها تكافؤًا اجتماعيًا.
[زوجها من زيد المولى]
بعد أن هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن