سبعين رجلاً من جلة أصحابه وكبار إخوانه حتى قيل إنه لم يبق في المسجد يومها أحد إلا وحضر الطعام وأكلوا جميعًا باسم الله.
[الأمر بالحجاب]
مكث الحاضرون المدعوون في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتًا طويلاً أطول من اللازم ومن المألوف يتحدثون ويتسامرون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشغول بينهم وبين زوجته زينب حتى إنه تأذى من ذلك ولكنه أخفاه في نفسه وفي هذا نزل قوله تعالى:{يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ... }[الأحزاب: ٥٣].
[فرحة زينب - رضي الله عنها -]
قالت زينب - رضي الله عنها -: لما جاء الرسول بتزويج رسول الله إياي جعلت لله علي صوم شهرين.
فلما دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت لا أقدر أن أصومها في حضر ولا في سفر تصيبني فيه القرعة، فلما أصابتني القرعة في المقام صمتها، ولقد وصفتها أم سلمة أم المؤمنين - رضي الله عنها - فقالت: كانت لرسول الله معجبة وكان يستكثر منها وكانت امرأة صالحة صوامة قوامه (تجيد الصناعة باليد كالخياطة والغزل وغير ذلك) تتصدق بذلك كله على الناس.
[مفاخرتها نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإعجابها بنفسها]
كان فد سبق لنا القول عن إعجاب زينب بنفسها في الجمال والمال والحسب، وكان ذلك من أعراف الجاهلية والسبب المباشر في تأخر زواجها، ولقد كان من هموم النبي - صلى الله عليه وسلم - في بناء الشخصية أن