للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قلب الرسول البشر]

{قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: ٩٣] لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرًا يحس إحساسهم ويتفاعل في كيانه عوامل البشرية الإنسانية.

عاد زيد إلى الدار فأخبرته زينب بكل الوقائع من سؤال

النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه حتى منصرفه عن باب الدار إلى ما كان يردده من قول وهو في طريق الأوبة؛ عندئذ أسرع زيد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولبى حاجته التي جاء من أجلها، ثم دار الحوار بين زيد وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأن زينب فرد عليه الرسول الكريم قائلاً: «أمسك عليك زوجك» ردد العبارة أكثر من مرة في عزم وتصميم واستمساك بحبل الله المتين؛ لأنه كانت من عادة الجاهلية أن يمتنع المتبني عن الزواج من قريبة من تبناه، لأنه كان بمنزلة الولد فلما جاء الإسلام وأبطل عادة التبني ورد الأمر إلى أصوله وجذوره. قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: ٥].

أراد أن يحق الحق بكلماته ويبطل تلك العادة كلية بأصولها وفروعها وأن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو القدوة في هذا الشأن: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١].

ودبر الأمر - سبحانه - على الكيفية والصورة المثالية ثم أعقبها بحكمه الشرعي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ}

<<  <   >  >>