عن اتباع أقوال غير أهل الإسلام مما فيه مخالفة للدين.
(كيفية الوسوسة) كما ذكرها سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس". وأخرج ابن شاهين عن أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن للوسواس خطما كخطم الطير، فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن القلب يوسوس، فإن ابن آدم ذكر الله نكص وخنس، فلذلك سمي الوسواس الخناس" ا. هـ.
(فإن قلت): ظاهر الحديثين يدل على أن التقام القلب ووضع المنقار في القلب حقيقة، وأن الشيطان يتمكن من الوصول إلى القلب، وظاهر صنيعك أنك مصدق بذلك بلا تأويل يقبله العقل، مع أن الشيخ محمد عبده منع حقيقة ذلك وأول بتأويل يقبله العقل وشنع تمام التشنيع على من أسند في ذلك حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم وتفوه بما ملأ به فمه.
وعبارته: ولكل واحد من الناس شيطان وهي قوة نازعة إلى الشر، يحدث منها في نفسه خواطر السوء، وإنما جعل الوسوسة في الصدور على ما عهد في كلام العرب من أن الخواطر في القلب والقلب مما حواه الصدر عندهم، وكثيرا ما يقال: إن الشك يحوك في صدري، وما الشك إلا في نفسه وعقله، وأفاعيل العقل في المخ، وإن كان يظهر لها أثر في حركات الدم وضربان القلب وضيق الصدر وانبساطه، وكل ما أوردوه في خرطوم الشيطان وخطمه ومنقاره وجثومه على الصدر والقلب ونحو ذلك- فهو من التمثيل والتصوير، وإلا فليجعلوا مثل ذلك للقسم الثاني من الوسواس