للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غزوة خيبر (١):

كانت خيبر مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على بعد ثمانين ميلا من المدينة في جهة الشمال، وهي الآن قرية في مناخها بعض الوخامة.

كانت خيبر محل نظر النبىِّ (- صلى الله عليه وسلم -) بعد أن فرغ من أمر قريش بعد صلح الحديبية، فإن خيبر كانت حجر عثرة أمام تبليغ دين الله، حيث أنها كانت السبب فى تأليب الأحزاب على المسلمين، حتى وصل بهم الأمر لوضع خطةٍ لاغتيال النبى (- صلى الله عليه وسلم -) فتوجه إليها النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) فى المُحرَّم، وأعلن ألا يَخرج معه إلا راغبٌ في الجهاد، فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة وهم ألف وأربعمائة. وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين، شطر فيها خمسة حصون:

١ ـ حصن ناعم. ٢ ـ حصن الصَّعْب بن معاذ.

٣ ـ حصن قلعة الزبير. ٤ ـ حصن أُبَيّ.

٥ ـ حصن النِّزَار.

والحصون الثلاثة الأولي منها كانت تقع في منطقة يقال لها: (النَّطاة) وأما الحصنان الآخران فيقعان في منطقة تسمي بالشَّقِّ.

أما الشطر الثاني، ويعرف بـ " الكُتَيْبة " - مُصغرة -، ففيه ثلاثة حصون فقط:

١ ـ حصن القَمُوص [وكان حصن بني أبي الحقيق من بني النضير].

٢ ـ حصن الوَطِيح.

٣ ـ حصن السُّلالم (٢).

وفي خيبر حصون وقلاع غير هذه الثمانية، إلا أنها كانت صغيرة، لا تبلغ إلى درجة هذه القلاع في مناعتها وقوتها.

والقتال المرير إنما دار في الشطر الأول منها، أما الشطر الثاني فحصونها الثلاثة مع كثرة المحاربين فيها سلمت دونما قتال.

وفيها قال النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على


(١) الرحيق المختوم - المبارك فورى، صـ٣١٦: ٣٢٥ (بتصرف)
(٢) بضم السين وقيل بفتحها حِصْنٌ من حصُون خَيْبَرَ ويقال فيه السُّلالِيمُ أَيضا (اللسان،١٢/ ٢٨٩)

<<  <   >  >>