قال الكرمانىُّ:" وهذا هو الرابع عشر من الثلاثيات، وكذا نص عليه العينى فى " عمدة القارى"
وأخرج البخارىُّ الحديث فى كتاب المغازى، باب " غزوة خيبر " وقد ذكر البخارى فى هذا الباب ثلاثين حديثاً يخص هذه الغزوة المباركة، وكان غزوها في آخر المحرم سنة سبع، فحاصرها (- صلى الله عليه وسلم -) بضع عشرة ليلة إلى أن فتحها في صفر، وهذا هو الراجح، كما قال ابن حجر.
ومن ضمن الأحداث التى وقعت فى هذه الغزوة إصابة سلمة فى ركبته، فتكلم الناس فى ذلك فقدم على النبى (- صلى الله عليه وسلم -) يشكو جرحه فأيده الله بأن أراه معجزةً من معجزات النبى (- صلى الله عليه وسلم -) وعلامةً من علامات نبوته؛ وهى أن النبى (- صلى الله عليه وسلم -) نفث فى جرحه فبرأ فلم يشكه بعد ذلك.
وينقل الحديث لنا هذه الخصوصية لسلمة، وقد حَدَثَ مثلُها لعلىٍّ (- رضي الله عنه -) فى نفس الغزوة، لما قال (- صلى الله عليه وسلم -): لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله .. الحديث " وكان قد اشتكى عينه فتفل النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) فى عينيه ثلاثاً فكانت كأنه لم يشتكى منها.
والنفثات: جمع نَفْثَة، وهي فوق النفخ ودون التفل، وقد يكون بغير ريق بخلاف التفل، وقد يكون بريق خفيف بخلاف النفخ.