للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولقد أعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع، ومن كل ثمر، ما بدا لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) أن يقرهم، وقسم أرض خيبر على ستة وثلاثين سهمًا، جمع كل سهم مائة سهم، فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم، فكان لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) والمسلمين النصف من ذلك وهو ألف وثمانمائة سهم، لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) سهم كسهم أحد المسلمين، وعزل النصف الآخر، وهو ألف وثمانمائة سهم، لنوائبه وما يتنزل به من أمور المسلمين، وإنما قسمت على ألف وثمانمائة سهم لأنها كانت طعمة من الله لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب، وكانوا ألفا وأربعمائة، وكان معهم مائتا فرس، لكل فرس

سهمان، فقسمت على ألف وثمانمائة سهم، فصار للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم واحد، وكانت مغانمها كثيرة. وفيها دس السُّم للنبىِّ (- صلى الله عليه وسلم -) بعد اطمئنانه فى خيبر.

وقد اختُلف فى جملة من استشهد من المسلمين في معارك خيبر ما بين ستة عشر رجلاً إلى واحد وتسعين. أما قتلي اليهود فعددهم ثلاثة وتسعون قتيلاً.

من فوائد الحديث:

١ - فيه تذكير بنعمة الله بفتح خيبر التى كانت تمثل حجر عثرة فى سبيل الدعوة.

٢ - وفيه التذكير بعزة الإسلام والمسلمين حيث أذاقوا اليهود أشد العذاب.

٣ - وفيه علامة من علامات نبوة النبىِّ - صلى الله عليه وسلم -، وذلك فى جرح سلمة، وعين علىِّ ? - رضي الله عنهم -

٤ - الحرص التام على التعلم، كما حدث من يزيد لما سأل سلمة عن الأثر الذى رآه فى ساقه.

٥ - على المرء إذا وقع فى ضائقة عليه أن يفزع إلى أهل العلم، كما حدث من سلمة مع النبى (- صلى الله عليه وسلم -)

٦ - الإفتخار بنعمة الله من باب " وأما بنعمة ربك فحدث " فإن سلمة افتخر بما خصه الله بإظهار علامة من علامات نبوة النبى (- صلى الله عليه وسلم -) على نفسه، فأخبر به يزيد رغم أنه لم يسأله عنه.

<<  <   >  >>