للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" معاذ الله أن نركب في طلب أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل نمشي، وإذا عجز أركبته على رأسي إجلالاً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجاء ثوابه.

فكان ثمرة ذلك من حسن نيته أني انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره، ولم يبق من أقراني أحد سواي حتى صارت الوفود ترحل إلي من الأمصار.

ومن الأمثلة ما ذُكر سابقاً عن رحلة شعبة بن الحجاج فى حديث الوضوء، فيا لها من همم، ويا لهم من رجال استخدمهم ربهم لحمل هذه الأمانة فرحمة الله على الجميع.

قيمة الإسناد فى الدين (١):

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " (٢).

وروى الحاكم وغيره عن مطر الوراق فى قوله تعالى: " أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ" قال: إسناد الحديث.

قال سفيان بن عيينة (٣): " حدث الزهرى يوماً بحديث، فقلت: هاته بلا إسناد، فقال الزهرى:

" أترقى السطح بلا سلم ".

* وعن الحسين بن الحسن المروزي قال سمعت ابن المبارك يقول:

" لولا الإسناد لقال كل من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له عن مَن بقي ".

* وعن أحمد بن حنبل يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الإسناد من الدين ".

* قال يحيى وسمعت شعبة يقول: " إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد ".

* والأوزاعي قال: " ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد ".

* وقال ابن عون: كان الحسن يحدثنا بأحاديث لو كان يسندها كان أحب إلينا.

وقال السيوطى فى التدريب (٤): " قال ابن حزمٍ: نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الإتصال


(١) ١ التمهيد، حـ١، ٥٧
(٢) رواه البيهقىُّ، وصححه الألبانى كما فى مشكاة المصابيح (رقم ٢٤٨)
(٣) تدريب الراوى، ٣٧٨
(٤) السابق، ٣٧٧

<<  <   >  >>