الثاني: يحتمل أن يكون " أرأيت " استفهاما منه هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ويكون " النبيّ " بالنصب على المفعولية. وكان شيخا استفهام ثان حذفت منه أداة الاستفهام. وقد جاءت بعض الروايات أن حريز سأله السؤالين، كما فى رواية أبى زرعة السابقة.
الثانية: العنفقة:
هى ما بين الذقن والشفة السفلى سواء كان عليها شعر أم لا. وتطلق على الشعر أيضا.
الثالثة: هل شاب النبى (- صلى الله عليه وسلم -) أو صبغ؟
أجاب عبد الله بن بسر على حريز بن عثمان فى روايةٍ أخرى على هذا السؤال فقال له:" يا ابن أخى لم يبلغ النبى (- صلى الله عليه وسلم -) ذلك " وروايات أنس كلها تدل على أن النبى (- صلى الله عليه وسلم -) مابلغ به المشيب إلا قليل من الشعرات فى لحيته ما تجاوزت العشرين، كما روى البخارى عن أنس قال:" فتوفاه الله وليس فى رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء ". وقال الكرماني "شعرات": جمع قلة فلا يكون زائدا على عشرة، فيأخذ من كلام الكرمانى أن العشر كانوا فى عنقته، وما زاد على ذلك فكان فى لحيته كما قال أنس:" إنما كان شيءٌ فى صدغيه " أما ما ورد أنه قد رؤي شعرٌ أحمر للنبى (- صلى الله عليه وسلم -)، فإنما كانت هذه الحمرة من أثر الطيب، ودليل ذلك - كما ذكر ابن حجر - ما ثبت عن عمر بن عبد العزيز قال:" قلت لأنس: هل خضب النبى (- صلى الله عليه وسلم -) فقد رأيت شعراً من شعره قد لون؟ فقال: إنما هذا الذى لُوِّن من الطيب الذى كان يطيب به شعر رسول الله فهو الذى غير لونه "
الرابعة: ما الحكمة فى تقليل البياض بالنسبة له رغم أن للشيب فى الإسلام مكانة، قال عنها:" من شاب شيبة فى الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة "؟