وفيها أن عبد الرحمن بن عيينة بن حصن الفزارى أغار على لقاح رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) فقتل راعيها وساقها كلها، فعلم سلمةُ بذلك فصاح فى الناس، ثم تبعهم يعدو على رجله، وكان صاحب القِدْح المُعَلَّى فى استنقاذ إبل النبىِّ (- صلى الله عليه وسلم -)، وسلمة فى هذا الحديث يقص علينا قصته فى هذه الغزوة، وقد أخرجها مسلم وأحمد بسياق أطول من ذلك، فنقل فيها تفاصيلَ كثيرةً لهذه القصة.
وكانت هذه اللقاح عشرين لَِقحة كما قال ابن سعد، فأعادوها وغنموا.
ثم توَّج النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -) سلمةَ بعد انتهاء هذه الغزوة بثلاثة تيجان:
الأول: جعل له سهمين الفارس والراجل.
والثاني: أردفه خلفه على العضباء.
الثالث: قال عنه النبىُّ (- صلى الله عليه وسلم -)" وخير رَجَّالتنا سلمة "
وقوله: الِّلقاح: بكسر اللام، وهى ذوات الدَّرِّ من الإبل، وهى قريبة العهد بالولادة، واحدتها لَِقحة بالكسر وبالفتح أيضاً. كما قال النووىُّ وغيره.
لابتيها (١): وهما حرتان تكتنفانها، قال ابن الأثير: المدينة بين حرتين عظيمتين، قال الأصمعي: هي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود، وجمعها لابات ما بين الثلاث إلى العشر، فإذا كثرت فهي اللاَّبُ واللُّوب.
ُوالرُّضع: اللئام. فيكون المعنى يوم هلاك اللئام.
وقوله:" يا صباحاه " معناه: قد أغير عليكم فى الصباح، أو قد صوبحتم فخذوا حذركم.
وقوله "فأسجح " بهمزة قطع أي أحسن أو ارفق. يعنى: قدرت فاعف.
وهذه رواية أحمد أسوقها لما فيها من الجمال، وتكتمل لنا الصورة حول هذه الغزوة والجهد الجهيد الذى قام به سلمة (- رضي الله عنه -):