الثانى: ما رجحه البخارى وصار إليه، وبوب عليه الباب أنها كانت قبل خيبر بثلاث ليالٍ، وإليه ذهب ابن حجر: فقال " مافى الصحيح يقدم على كلام أصحاب السير "
الثالث: أن الخروج إلى ذى قرد تكرر:
ذكر ابن حجر أن الحاكم قال في " الإكليل " أن الخروج إلى ذي قَرَد تكرر، ففي الأول خرج إليها زيد بن حارثة قبل أُحد، وفي الثانية خرج إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في ربيع الآخر سنة خمس، والثالثة هذه المختلف فيها ا. هـ
وقال ابن حجر بعد ترجيحه مذهب البخارى على مذهب أصحاب السير " أو أن تكون إغارة عيينة بن حصنٍ وقعت مرتين الأولى قبل الحديبية، والثانية بعد الحديبية وقبل خيبر" وقد استشهد بكلام الحاكم وعلق عليه بقوله: " إذا ثبت هذا قوى هذا الجمع الذى ذكرته ".
* أما عدد المسلمين، فقد ابتدأت بمتابعة سلمة لفزارة، ثم تبعه جملة من فوارس المسلمين ابتدروا أمر النبىِّ (- صلى الله عليه وسلم -) وأمَّر عليهم سعد بن زيد، ولحقوا بسلمة وقتل أحدهم كما ذكرَتْ روايةُ أحمد، ثم اجتمع بعد ذلك للنبى (- صلى الله عليه وسلم -) خمسمائة رجل لحقوا بالفوارس، ذكر ذلك ابن كثير (١).
الثانية:
معنى قوله " واليوم يوم الرضع ":
واليوم يوم الرُّضَّع" بضم الراء وتشديد المعجمة جمع راضع وهو اللئيم، فمعناه "اليوم يوم اللئام " أي اليوم يوم هلاك اللئام، والأصل فيه: " أن شخصا كان شديد البخل، فكان إذا أراد حلب ناقته ارتضع من ثديها لئلا يحلبها فيسمع جيرانه أو من يمر به صوت الحلب فيطلبون منه اللبن "، وقيل: بل صنع ذلك لئلا يتبدد من اللبن شيء إذا حلب في الإناء أو يبقى في الإناء شيء إذا شربه منه، فقالوا في المثل "الأم من راضع" وقيل: بل معنى المثل ارتضع اللؤم من بطن أمه، وقيل: كل من كان يوصف وباللؤم يوصف بالمص والرضاع،