إن الله عز وجل قد اصطفى خير خلقه ليكون خاتم الرسل إلى خير أمة، واصطفى من خير هذه الأمة صحابة له لمؤازرته ونصرته ونشر دين الله في الأرض، فأبلوا بلاءً حسناً، وبذلوا النفوس والأموال، وجاهدوا وصبروا، حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة، وظهر الحق واندحر الباطل، ومن هؤلاء الصحابة معاوية رضي الله عنه.
ففضلهم على من بعدهم عظيم، وقدرهم عند الله كبير، فقد بشرهم بالجنة والرضوان وبالمغفرة، وهم ليسوا معصومين، ولا عن الخطأ منزهين، لكن خطأهم مغفور، وسيئاتهم غارقة في بحور حسناتهم، لما لهم من سابقة حسنة وقدم صدق، وما علينا إلا الترضي عليهم، وإحسان الظن بهم، والدعاء لهم، ومعرفة حقهم وفضلهم، حتى يجمعنا الله بهم إن شاء الله في الجنة، إنه جواد كريم.