على من كفله من أبنائهم، فجعل العلامة لابن رضوان، سائر أيامه، وقتله عبد العزيز ابن السلطان أبي الحسن، واستبد بملكه، فلم يزل ابن رضوان على العلامة، وهلك عبد العزيز، وولى ابنه السعيد في كفالة الوزير أبي بكر بن غازي بن الكاس، وابن رضوان على حاله؛ ثم غلب السلطان أحمد على الملك، وانتزعه من السعيد، وأبي بكر بن غازي، وقام بتدبير دولته محمد بن عثمان بن الكاس، مستبداً عليه، والعلامة لابن رضوان، كما كانت، إلى أن هلك بأزمور في بعض حركات السلطان أحمد إلى مراكش،
لحصار عبد الرحمن بن بويفلوسن ابن السلطان أبي علي سنة. . .
وكان في جملة السلطان أبي الحسن جماعة كبيرة من فضلاء المغرب وأعيانه، هلك كثيرون منهم في الطاعون الجارف بتونس، وغرق جماعة منهم في أسطوله لما غرق، وتخطت النكبة (منهم) آخرين إلى أن استوفوا ما قُدِّر من آجالهم. فممن حضر معه بإفريقية من العلماء، شيخنا أبو العبَّاس أحمد بن محمد الزواوي، شيخ القراءات بالمغرب؛ أخذ العلم والعربية عن مشيخة فاس، وروى عن الرحالة أبي عبد الله محمد بن رشيد، وكان إماماً في فن القراءات وصاحب ملكة فيها لا تجارى. وله مع ذلك صوت من مزامير آل داود، وكان يصلي بالسلطان التراويح، ويقرأ عليه بعض الأحيان حزبه.
وممن حضر معه بإفريقية، الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن الصبَّاغ من