النظر فيه، ويرتاح بمرائيه، وبها أسواق جميلة، ومساجد جليلة، وعمارة حسنة متسعة، بها مسجد معظم تقام فيه الجمعة، فجمعنا بها فية الجمعة مع العصر، وجمعنا بين الإتمام والقصر، وأول ما شاهدنا في تلك البقعة طرائق الرُّوم يوم الجمعة، وهو أن يصعد المؤذنون المنارة يعلمون بالصلاة ويصلون ويسلمون على سيدنا رسول الله، ثم لا يصعد بعد ذلك إلاّ واحد للأذان، ثم يشرع المقرئون على السدّة واحد بعد واحد في قراءة القرآن، وبعد الفراغ من القراءة والختام ينشد منشداً أبياتاً بالتركي أو العربي بأواز وأنغام، فكان ما حفظته مما أنشده يومئذ قوله:
لي حبيبٌ عربيّ ... مَدَنَيّ قُرَشَي
وجهه في نظري ... كلّ صباحٍ وعشي
ثم يصلون السُّنَّة ثم يصعد الخطيب ويفعل أفعالا كثيرة بعضها مخالفة للسنّة من ذلك عدم الاتكاء على سيف ونحوه ثم تركه السلام، ثم الخطبة بأوازٍ عال وأنغام، ثم الدق على درج المنبر بالرجل حالة الهبوط والصعود، ثم الالتفات يميناً وشمالاً في القيام والقعود، وكان نزولنا خارجها بذلك المرج، بعد أن أحطنا علماً بالدخل منها والخرج. واجتمعنا هناك برجل جاء بعدنا في البحر من أهل الشَّام، فاستخبرناه عن الأهل والأصحاب فأخبرنا بأنهم طيبون وبلغنا منهم السلام، فزاد تحريك وجد لم يكن بالساكن، وأكد مؤكد شوق لتلك الأحباب والأماكن، ففاضت الدموع من الأجفان، واشتعل القلب بالنيران، وتمثلت قول بعضهم في