للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الشأن:

يا ساريَ الليلِ هل من رامةٍ خبرُ ... فإنني لسواه لستُ أنتظرُ

بالله ربِكَ أخبرني فها كبدي ... تكادُ من ذكرهم بالوجدِ تنفطرُ

أحبابُ قلبي وأخواني وأهلُ مني ... روحي إذا طَربْتُ والسمع والبصرُ

أعندكم أنني من بعدِ فُرْقَتِكم ... لا استلذّ بما يهوى له النظرُ

ترى أراكم على بانات كاظمةٍ ... والعذلُ قد غاب والأحبابُ قد حضروا

ويجمعُ الله شملاً طالما لعبتْ ... به الليالي ولم يسعفْ به القدرُ

ثم رحلنا من ذلك المكان بين الصلاتين والدموع تسقي تلك الأباطح، والأنفاس تتصعد من لهب الجوانح، فما سرنا إلاّ يسيراً من ذلك المكان حتى مررنا بحمام حامي المياه بغير إسخان، ولم نزل في حث السير والسرى، وعصيان الراحة وودع الكرى، وجول مهامة وبراري، وجوب فياف وصحاري:

ألوي الضّلوعَ من الولوعٍ بخطرةٍ ... من شَيْمِ بَرقٍ أو شميمِ عَرارِ

وأُنيخُ حَيْثُ دُمُوعُ عَيني مَنْهَلٌ ... يَروي وحَيثُ حشايَ موقدُ نارِ

<<  <   >  >>