أعندكم أنني من بعدِ فُرْقَتِكم ... لا استلذّ بما يهوى له النظرُ
ترى أراكم على بانات كاظمةٍ ... والعذلُ قد غاب والأحبابُ قد حضروا
ويجمعُ الله شملاً طالما لعبتْ ... به الليالي ولم يسعفْ به القدرُ
ثم رحلنا من ذلك المكان بين الصلاتين والدموع تسقي تلك الأباطح، والأنفاس تتصعد من لهب الجوانح، فما سرنا إلاّ يسيراً من ذلك المكان حتى مررنا بحمام حامي المياه بغير إسخان، ولم نزل في حث السير والسرى، وعصيان الراحة وودع الكرى، وجول مهامة وبراري، وجوب فياف وصحاري:
ألوي الضّلوعَ من الولوعٍ بخطرةٍ ... من شَيْمِ بَرقٍ أو شميمِ عَرارِ