ويروى (فتأوت له قراضبة) تأوت: اجتمع بعضها إلى بعض، والقراضبة: الصعاليك، ويريد بالقراضبة من تجمع لعمرو بن هند، وواحد الإلقاء لقاً، وهو الشيء المطروح، وهو من الرجال العيى كأنه المطروح.
ويروى (فهداهم بالأبيضين) وأراد بالأبيضين الخبز والماء، وبالأسودين التمر والماء، أي هدى عمرو بن هند أصحابة وجمعه حين غزا بهم، وقال بعضهم: أراد بالأسودين الليل والنهار، وبالأبيضين الماء واللبن (وأمر الله بلغ) أي يبلُغ ما
يريد، وقيل: معناه بالغ بالسعادة والشقاء؛ فمن كان سعيدا بلغته السعادة، ومن كان شقيًّا بلغه الشقاء فشقي به.
يقول: تمنيتم لقاءهم أشرا، أي بطرا، فساقتهم إليكم أُمنية أشراء، أي ذات أشر، أي بطر، والأشر والبطر لا يستعملان إلا في الشر، والفرح يستعمل في الخير والشر، قال عز وجل:(ذلكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ)، فقوله (بغير الحق) يدل على إنه يكون في الحق وفي غيره، ثم قال عز وجل:(وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)، فلم يستثن؛ لأن المرح لا يكون إلا في الشر كالبطر والأشر،