يقول: أن تبغني - أي تطلبني - في موضع يجتمع فيه الناس للمشورة وإجالة الرأي تلقني؛ لما عندي من الرأي، لا أتخلف عنهم، وإن تطلب صيدي في حوانيت الخمارين تجدني أشرب وأسقي من يحضرني، والحانوت: يذكر ويؤنث والحوانيت: بيوت الخمارين، والحوانيت أيضا: الخمارون.
ويروى (وإن تأتني أصبحك كأسا) أصبحك: من الصبوح، والصبوح: شرب الغداة، والكأس مؤنثة، قال الفراء: الكأس الإناء الذي فيه لبن أو ماء أو خمر أو غير ذلك، وان كان فارغا لم يقل له كأس كما أن المهدى الطبق الذي يكون للهدية، فإن أخذت منه الهدية قيل له طبق ولم يقل له مهدى، وأكثر أهل اللغة
يقول: لا يقال للإناء كأس حتى يكون فيها الخمر، وقال بعضهم: قد يقال للزجاجة كأس، وللخمر كأس، كقوله تعالى:(يُطافُ عَلَيْهِمْ بكأسٍ مِنْ مَعِين، بَيضاءً لذَّةٍ للِشَّارِبِينَ) فاللذة هاهنا: الخمر (وإن كُنتَ عنها غانيا) أي غنيا، والمعنى: متى تأتني تجدني قد أخذت خمرا كثيرا مروية لمن يحضرني، ومعنى (فاغن وازدد) فاغن بما عندك وازدد.