للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(فإن كُنْتَ لاَ تَسْطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي ... فَدَعْنِي أُبَادِرْهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي)

أي فدعني ولذاتي قبل أن يأتيني الموت، ويقال: معناه أبادر المنية بإنفاق ما ملكت يدي في لذاتي.

(فَلَوْلاَ ثَلاَثٌ هُنَّ مِنْ عِيشَةِ الفَتَى ... وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُوَّدِي)

عيشة الفتى: ما يعيش به ويلتذ، وقد بينهن فيما بعد، وقوله: (وَجدك)، قيل: معناه وحقك، وقيل: معناه ونفسك، وقيل: معناه وأبيك، وقوله: (لم أحفل) أي لم أبال، وعوده: من يحضره عند موته في مرضه وينوح عليه.

(فَمِنْهُنَّ سَبْقُ العَاذِلاَتِ بِشَرْبَةٍ ... كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالماءِ تُزْبِدِ)

الكميت من الخمر: التي تضرب إلى السواد، وقوله: (متى ما تُعل بالماء) أي متى تمزج به (تزبد)؛ لأنها عتيقة.

(وَكَرِّي إذا نَادَى المُضَافُ مُحَنَّباً ... كَسِيد الغَضَا نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ)

كري: عطفي، والمضاف: الذي قد أضافته الهموم، والمحنَّب: فرس أقنى الذراع، والسِّيد: الذئب، والغضا: شجر، وذئابه أخبث الذئاب، ونبهته: هيجته، والمتورد: الذي يطلب أن يرد الماء، وقوله (محنبا) منصوب بكرى، والمعنى: وكري فرسا محنبا، والكاف من قوله: (كسيد) في موضع نصب؛ لأنها من نعت المحنب.

<<  <   >  >>