اللهُ مَا أَشْرَكْنَا ولاَ آبَاؤُنَا)، والطراف: قبة من أدم يتخذها المياسير والأغنياء، والممدد: الذي قد مد بالأطناب، والطراف: لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجمع، ومعنى البيت إنه يخبر أن الفقراء يعرفونه؛ لأنه يُعطيهم، والأغنياء يعرفونه؛ لجلالته.
ويروى (أَلا أَيُّها الّلاحِي أن أَحْضُرُّ الوَغَى)، واللاحي: اللائم، لحاه يلحوه ويلحاه، إذا لامه، والزاجر: الناهي، وقد روى (أَلا أَيُّهذَا الّزاجري أَحْضُرَ الوَغَى) على إضمار أن، وهذا عند البصريين خطأ؛ لأنه أضمر ما لا يتصرف وأعمله، فكأنه أضمر بعض الاسم، ومن رواه بالرفع فهو على تقديرين، أحدهما أن يكون قدره (أن أحضُر) فلما حذف أن رفع، ومثله على أحد مذهبي سيبويه قوله عز وجل:(قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تأمُرُونِّي أعْبُدُ) المعنى عنده أن أعبد، والقول الآخر في رفع (أحضر) - وهو قول أبي العباس - أن يكون في موضع الحال، ويكون (وأن أشهد) معطوفا على المعنى؛ لأنه لما قال:(أحضر) دل على الحضور كمما تقول: من كذب كان شرا له، أي كان الكذب شرا له، ومعنى قوله:(هل أنت مُخلدي)
هل أنت مُبقى، ومعنى البيت: ألا أيهذا اللائمي في حضور الحرب لئلا أقتل وفي أن أنفق مالي لئلا أفتقر، ما أنت مُخلدي أن قبلت منك، فدعني أنفق مالي ولا أخلفه.