للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفاضل، قال الله تعالى: (ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، أي شرفناهم وفضلناهم، ويقال للصفوح كريم لفضله، كما قال عز وجل: (إنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم)، ويقال للكثير كريم، كقوله تعالى: (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم) أي كثير، ويصطفي: يختار صفوته، والفاحش: القبيح السيئ الخلق، والمُتشدد: البخيل، وكذلك الشديد، قال الله تعالى: (إنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ)، قال أبو العباس: إنه من أجل حب الخير لبخيل.

(أَرَى الدَّهْرَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ ... وَمَا تَنْقُصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدِ)

أراد أهل الدهر، ويروى (أرى العيش)، و (أرى العمر)، والكنز: ما استعد وحُفظ، وقوله: (ما تنقُص الأيام) أي ما تنقصه الأيام ينفد.

(لَعَمْرُكَ أن المَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ... لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ)

الطول: الحبل، وثنياه: ما ثُنى منه، ويقال: طرفاه، لأنهما يُثنيان، وقوله: (ما أخطأ الفتى) أي في إخطائه الفتى، أي في أن يطول عمره بمنزلة حبل رُبطت به دابة يُطوَّل لها في الكلأ حتى ترعاه، فيقول: الإنسان قد مُدَّ له في أجله وهو آتيه لا محالة، وهو في يدي من يملك قبض روحه، كما أن صاحب الفرس الذي قد طوَّل له إذا شاء اجتذبه وثناه اليه، وموضع (ما) نصب، وهو

<<  <   >  >>