العراق, لكن التجار الإيرانيين استمروا بالدخول والخروج إلى العراق؛ لأن الحكم ظل للصفويين, ... إلى أن حكمها العراق حاكم من منطقةكردية إيرانية يدعى "ذو الفقار" وذلك سنة (٩٣٠هـ) مستغلا وفاة الشاه إسماعيل, ولكنه لم يتبع لطهماسب، وحكم العراق وحاول أن يعلن ولائه للعثمانيين، فهاجم طهماسب بغداد ولم يفلح، واستخدم الغدر، فأغرى أخوة ذو الفقار بقتله فقتلوه وسلموا الشاه بغداد بل والعراق، فعين عليها ضابط لكل ولاية في العراق، ورجع طهماسب إلى عاصمته قزوين (١). لكن أهالي بغداد هرعوا يراسلون السلطان سليمان القانوني -فأهل بغداد سُنة ولم ينسوا ما فعله به الشاه إسماعيل -كي يخلصهم مما حلّ بهم وما سيحل تحت الحكم الصفوي.
استعدّ السلطان سليمان القانوني لاستعادة مدينة بغداد، وأرسل رسائل تهدد طهماسب, فذُعر البلاط الإيراني, وراسلوا ملك هنغارية كي يعاونهم ضد العثمانيين، لكن سليمان القانوني رد على طهماسب بإعدم كل الأسرى الإيرانيين الشيعة؛ كي يثخن في الأرض ويرهب الشاه طماسب.
فتحرك الهنغاريون فوجه السلطان الجيش العثماني لهم أولاً، ووجه مجموعة من ضباطه إلى تبريز
(١) "أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" المستر ستيفن لونكريك (ص٣٥).